كشف تقرير نشره موقع «أويل برايس» عن تعاون كبير بين الشركات في مجال الطاقة الحرارية الأرضية.
وتسعى الشركات لتوفير الطاقة لمراكز بياناتها التي تستهلك كميات كبيرة منها باستخدام مصادر طاقة نظيفة ولكن موثوقة.
ووفقاً للتقرير، تم إبرام العديد من الصفقات على مدار العام الماضي حيث تسعى الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا لتقليص انبعاثات الكربون في استهلاكها للطاقة. ولجأت بعض الشركات إلى المصدر الآخر للطاقة منخفضة الكربون، وهو توليد الطاقة النووية. ففي وقت سابق من هذا العام، وقعت شركة "كونستليشن إنرجي"، أكبر مالك لمحطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة، أكبر اتفاقية شراء طاقة لها على الإطلاق مع شركة "مايكروسوفت"، مما يمهد الطريق لإعادة تشغيل محطة الطاقة النووية "ثري مايل آيلاند". لكن القدرة على بناء محطات جديدة للطاقة النووية ليست على الأجندة في الوقت الحالي. على عكس الطاقة الحرارية الأرضية، التي يمكن أن توفر طاقة نظيفة بشكل أسرع من الموافقة على محطة نووية جديدة وبنائها وتشغيلها تجاريًا.
تحديات أمام التوسع
ومع ذلك، تواجه الطاقة الحرارية الأرضية تحدياتها الخاصة، مثل الموافقات، وتقنيات الحفر، والتكاليف الأولية العالية بالنسبة للشركات الناشئة.
وقبل أشهر، تعاونت شركة "سيج جيولوجيكال سيستمز" مع شركة "ميتا" فيما وصفته مالكة "فيسبوك" بأنه "مشروع فريد من نوعه لتوسيع استخدام الطاقة الحرارية الأرضية بشكل كبير في الولايات المتحدة".
وفي إطار الشراكة، ستستخدم تكنولوجيا "جيوبريشد جيولوجيكال" المملوكة لشركة "سيج" لتوفير الطاقة الخالية من الكربون لمراكز بيانات "ميتا". وكجزء من هذه الشراكة مع "سيج"، تخطط "ميتا" لتوفير ما يصل إلى 150 ميغاواط من طاقة الحرارة الأرضية لدعم نمو مراكز بياناتها.
ثم هناك "غوغل"، التي تعاونت مع شركة "فيرفو إنرجي"، التي تستخدم تقنيات الحفر التي ابتكرها قطاع النفط والغاز لاستخراج الحرارة التي كان من الصعب الوصول إليها سابقًا. وتدعم شركة "فيرفو إنرجي" شركة أمريكية في مجال الصخور الزيتية. وفي العام الماضي، أعلنت استثمارا استراتيجيا بقيمة 10 ملايين دولار من شركة "ديفون إنيرجي".
وفي حين تدفع الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا من أجل تطوير الطاقة الحرارية الأرضية والاختراقات فيها، يبدو أن شركات أخرى مترددة في الرهان الكبير على الطاقة الحرارية الأرضية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير لها في وقت سابق من هذا الشهر، إن تقنيات التكسير التي تم إتقانها في قطاع الصخور الزيتية الأمريكي يمكن أن تساعد في الحفر من أجل الوصول إلى موارد الطاقة الحرارية الأرضية العميقة والأكثر سخونة وتقليص تكاليف الطاقة الحرارية الأرضية لجعل هذا المصدر للطاقة منخفضة الكربون قادرًا على المنافسة مع حلول الطاقة النظيفة الأخرى.
وأضافت الوكالة أن صناعة النفط والغاز يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في استكشاف موارد الطاقة الحرارية الأرضية، من خلال توفير خبرات التكسير وزيادة الاستثمارات في القطاع.
وتقدّر وكالة الطاقة الدولية أنه مع الدعم المناسب، يمكن أن تنخفض تكاليف الطاقة الحرارية الأرضية من الجيل التالي بنسبة 80% بحلول عام 2035. وقالت الوكالة: "عند هذا المستوى من التكلفة، ستكون الطاقة الحرارية الأرضية من الجيل التالي أيضًا تنافسية للغاية مع الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح المدمجة مع تخزين البطاريات".